كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



فيه حتى إذا صرنا إلى الرحبة أنزلنا بظاهرها فمددت بصري فإذا بشيء لم أستثبته فلم يزل يدنو وإذا أعرابي جعل يتخطى تلك المحامل حتى صار إلي فوقف علي فسلم ثم قال: أنت أحمد بن حنبل؟
فسكت تعجبا!! ثم أعاد فسكت فبرك على ركبتيه فقال: أنت أبو عبد الله أحمد بن حنبل؟
فقلت: نعم.
فقال: أبشر واصبر فإنما هي ضربة ها هنا وتدخل الجنة ها هنا.
ثم مضى فقال الطفاوي: يا أبا عبد الله! إنك محمود عند العامة.
فقال: أحمد الله على ديني إنما هذا دين لو قلت لهم كفرت.
فقال الطفاوي: أخبرني بما صنعوا بك؟
قال: لما ضربت بالسياط جعلت أذكر كلام الأعرابي ثم جاء ذاك الطويل اللحية-يعني: عجيفا- فضربني بقائم السيف ثم جاء ذاك فقلت: قد جاء الفرج يضرب عنقي فأستريح.
فقال له ابن سماعة: يا أمير المؤمنين اضرب عنقه ودمه في رقبتي.
فقال ابن أبي دواد: لا يا أمير المؤمنين لا تفعل فإنه إن قتل أو مات في دارك قال الناس: صبر حتى قتل فاتخذه الناس إماما وثبتوا على ما هم عليه ولكن أطلقه الساعة فإن مات خارجا من منزلك شك الناس في أمره وقال بعضهم: أجاب وقال بعضهم: لم يجب.
فقال الطفاوي: وما عليك لو قلت؟
قال أبو عبد الله: لو قلت لكفرت.
وبه قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول:
دعا المعتصم بعم أحمد ثم قال للناس: تعرفونه؟
قالوا: نعم هو أحمد بن حنبل.
قال: فانظروا إليه أليس هو صحيح البدن؟
قالوا: نعم ولولا أنه فعل ذلك لكنت أخاف أن يقع شيء لا يقام له.
قال: ولما قال: قد سلمته إليكم صحيح البدن هدأ الناس وسكنوا.